بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بادئ ذي بدء أشكر القائمين على الموقع على جهودهم المبذولة في خدمة الناس والتخفيف عنهم ومواساتهم.
فأسأل الله أن يثقل لكم الموازين بالحسنات,وأغبطكم على ما وُفقتم له من السعي في حوائج المسلمين..
لي رغبة في استشارة أهل العلم والخبرة في موضوعي بالرغم من أني لا أعلم هل ستصل الإجابة قبل نفوذ الأمر أم لا!! عمومًا:أنا طالبة دراسات عليا,ومن أسرة محافظة,خطبت مرات عديدة ولم يكتب الله لي رزقا بعد
,وما كنت أحمل هم أي خطوبة؛ لأن الرفض غالبًا مني, والخطاب أغلبهم ليسوا من قرابتي
ولكن الآن في ورطة فقد خطبني أحد أبناء عمومتي متخرج من الجامعة, ولم يحصل على وظيفة بعد! وعلاقة والدته بوالدتي قوية جدًا وكذا والده بوالدي. فبعد محاولات وإقناعات من أمي سكتت ولم أرد لا بالقبول ولا الرفض, وقلت لها:نتناقش فيما بعد!
لكن والدتي-سامحها الله- أعطتهم كلمة وقالت:الأمر لا يحتاج مشورة ولا سؤال ولا نقاش!!! بعدها بعدة أيام قمت أنا بالسؤال عن الشاب وتوصلت بسهولة إلى أنه (صاحب علاقات بالفتيات) وتأكدت من الخبر,فاستخرت واستشرت وكل النتائج ضد الشاب والقبول به
أخبرت والدتي بأني لن أوافق ولن أضحي بعد أن عرفت عنه ما عرفت,لكنها للأسف لم تتعاطف معي,بل كان ردها كالتالي: (نزوة شباب وسيعقل لما يتزوج بك) (لم سألتِ عنه,وهو ابن فلان لا يحتاج إلى سؤال؟؟) (لم تجسستِ عليه واطلعتِ على ما يخفيه)!!
وظهرت كأني أنا المخطئة؛لأني سألت عنه!! وغضبت علي والدتي وقالت لي:سأضمن لك إن رفضتيه لن تجدي أفضل منه!! لن يأتيك إلا معددا!! بالرغم من أني لم أصل 25 بعد!!ولكنها ظنت من كلامي أني أريد معددا عندما قلت لها:أقبل برجل يذهب إلى الحلال ولا رجل يذهب إلى الحرام!!
وهجرتني وصارت لا تحب النظر إلي ولا تناديني,وأنا مصرة على رأيي,وخاصة أني أعرف أن البرور والعقوق لا يدخل في هذه المسألة,وسألت أهل العلم للتأكيد وكلهم أكد لي صحة ما أنا عليه.
الآن والدتي أعطت الشاب وأمه موعدًا بعد أسبوع ليراني ويتحدث معي!! وضعتني أمام الأمر الواقع!!!وهذا الشق الأول من موضوعي..
الشق الثاني: قبل أشهر خطبني رجل أيضا يعد غريبا عنا,ومن منطقة أخرى,ولكن أغلب الأهل لم يعجبهم؛لأنه غريب ويريدي الثانية,أيامها قلت لأهلي اسألوا عنه وكان قد أخبرنا عن سبب التعدد وكان مقنعا,ولم يسألوا عنه بحجة أنه غريب ولا يحتاج سؤال لأننا لا نريده!!
فعرفت أن القاعدة عند أهلي (قريب ,لا يحتاج سؤال؛لأننا نعرفه وأهله,غريب لا يحتاج سؤال؛لأننا لا نعرفه وأهله). المهم:لم يردوا على الرجل لا بالرفض ولا القبول,ومضت الأشهر,وأختي الكبرى تقول لي:بأنها تراه في المنام
وآخر رؤيا كانت قبل الحج, وكانت واضحة جدًا,فعبرتها وكان تأويلها: (أن زواجي منه سيتم ولكنه سيتأخر!!) والله أعلم. فاستغربت من رؤيا أختي بالرغم من مضي أكثر من ستة أشهر على خطبته!!
أعلم بأن الرؤى ظنية ولا تبنى عليها الأحكام,وأن أمر الله نافذ لا محالة,وأن ما قدر لي سأراه وأتعايش معه سواء تقدم أو تأخر, فلا الحزن والهم يبعدان عني ما أكره ولا الفرح والاستعجال يقربان لي ما أريده وأرغبه, ولكن من باب (وشاورهم في الأمر) عرضت موضوعي, وهل أنا محقة في رفضي الخاطب الحالي؟
وماذا أفعل؟ كيف لو رآني وأنا مجبرة على الدخول؟هل سأكون مخادعة؟ هل أصارحه بعدم رغبتي فيه؟ كيف أتحدث؟ أسئلة كثيرة تدور في رأسي,علما بأنه يريد خطوبة فقط إلى ما شاء الله, حتى يجد وظيفة ويكون نفسه.
أختي الكريمة أشكر تواصلك مع الموقع وحرصك على اخذ المشورة،وهذا بلا شك دلالة فكر ناضج ووعي كبير.
أختي الكريمة الحياة الزوجية من أهم مراحل حياة الإنسان في هذه الحياة وهي بحق مشروع حياة يبنغي علينا التأمل فيه ودراسته من جميع الجوانب.
وإنني أوصيك بالآتي:
- حسن الاختيار مصداقًا لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.
- السؤال عن الزوج والتنويع في السؤال في ذلك وعدم الاكتفاء بسؤال أهله فقط، أو معرفتكم بأهله فأنت سوف ترتبطين به وليس بأهله فإذا رأيت منه الصلاح والخير فهو المطلوب.
وكذلك أيضًا مع غيره ممن هو ليس معروف لديكم فلا بد من التواصي بينك وبين أهلك حول هذا الأمر حتى يكون الاختيار سليمًا ومناسبًا بعد توفيق الله عزوجل.
- الالتجاء إلى الله تعالى والاستخارة.
- موازنة الأمور من جميع النواحي حتى تتخذي قرارك بشكل سليم، ولذلك فليس من المناسب أن يتخذ قرارك أحد غيرك فأنت أدرى بنفسك من غيرك،ولذلك أنصحك بجلسة هادئة لحصر إيجابيات هذا الشخص وسلبياته وما يجعلك تقبلين به كزوج، أو ما يجعلك لا تقبلين به كزوج مع مراعاة الأشياء الأساسية عندك أو التي لا يمكنك أن تتغاضي عنها حقًا وأيضاَ الأشياء الأخرى التي لو تنازلت عنها لا تسبب لك في مستقبل الأيام عائقًا من العيش بكل سعادة في حياتك الزوجية مع هذا الشخص أو غيره.
ومن ثم اختيار القرار السليم الذي ترتاحين له والذي قد يكون فيه بعض السلبيات ولكنك على معرفة بها ولو حدثت لا قدر الله فبإمكانك التعامل معها بطريقة تكفل لك التعايش معها بكل هدوء وطمأنينة.
- أرى أنه من المناسب حيال عدم قناعتك بهذا الزوج النقاش والحوار مع الأهل وخصوصًا الوالد حتى يعرف وجهة نظرك وموقفك وفي يقيني أنه سوف يقدر لك رغبتك ورأيك لأنك أنت صاحبة الشأن أولًا وأخيرا.
- قد أحسنت القول عندما قلت أن الرؤى ظنية ولا تبنى عليها الأحكام,وأن أمر الله نافذ لا محالة ولذلك ومع هذا الأمر لابد من الوقوف مع الأمر عند وقوعه بكل واقعية بعيدًا عن التأثر بذلك ومحاولة السؤال والتحقق من حال الزوج حتى يكون الاختيار موفق.
اسأل الله لك التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة.
الكاتب: أ. عبد العزيز خضر الغامدي
المصدر: موقع المستشار